سورة الشعراء - تفسير تفسير البغوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الشعراء)


        


{وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ} بعقر، {فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ} {فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ} على عقرها حين رأوا العذاب. {فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ} {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ} قال مقاتل: يعني جماع الرجال. {مِنَ الْعَالَمِينَ} يعني من بني آدم. {وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ} قال مجاهد: تركتم أقبال النساء إلى أدبار الرجال، {بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ} معتدون، مجاوزون الحلال إلى الحرام. {قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ} من قريتنا. {قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ} المبغضين، ثم دعا فقال: {رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ} من العمل الخبيث. قال الله تعالى: {فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ إِلا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ} وهي امرأة لوط، بقِيَتْ في العذاب والهلاك.


{ثُمَّ دَمَّرْنَا الآخَرِينَ} أي: أهلكناكم. {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ} قال وهب بن منبه: الكبريت والنار. {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ} {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} قوله عز وجل: {كَذَّبَ أَصْحَابُ الأيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ} وهم قوم شعيب عليه السلام، قرأ العراقيون: {الآيكة} هاهنا وفي ص بالهمزة وسكون اللام وكسر التاء، وقرأ الآخرون: {ليكة} بفتح اللام والتاء غير مهموز، جعلوها اسم البلد، وهو لا ينصرف، ولم يختلفوا في سورة الحجر وق أنهما مهموزان مكسوران، والأيكة: الغيضة من الشجر الملتف. {إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ} ولم يقل أخوهم؛ لأنه لم يكن من أصحاب الأيكة في النسب، فلما ذكر مدين قال أخاهم شعيبا لأنه كان منهم، وكان الله تعالى بعثه إلى قومه أهل مدين وإلى أصحاب الأيكة. {أَلا تَتَّقُونَ} {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ} وإنما كانت دعوة هؤلاء الأنبياء كلهم فيما حكى الله عنهم على صيغة واحدة لا تفاقهم على الأمر بالتقوى والطاعة والإخلاص في العبادة والامتناع من أخذ الأجر على الدعوة وتبليغ الرسالة. {أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ} الناقصين لحقوق الناس بالكيل والوزن.
{وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأرْضِ مُفْسِدِينَ وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ} الخليقة، {الأوَّلِينَ} يعني: الأمم المتقدمين، والجبلة: الخَلْق، يقال: جُبل أي: خُلق.


{قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ وَمَا أَنْتَ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ} أي: من نقصان الكيل والوزن، وهو مجازيكم بأعمالكم، وليس العذاب إليَّ وما عليّ إلا الدعوة. {فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ} وذلك أنه أخذهم حرّ شديد، فكانوا يدخلون الأسراب فإذا دخلوها وجدوها أشد حرًا فخرجوا، فأظلَّتهم سحابة، وهي الظلة، فاجتمعوا تحتها، فأمطرت عليهم نارًا فاحترقوا، ذكرناه في سورة هود. {إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ} {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} قوله عز وجل: {وَإِنَّهُ} يعني القرآن. {لَتَنزيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ} {نزلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ} قرأ أهل الحجاز، وأبو عمرو، وحفص: {نزل} خفيف، {الروحُ الأمينُ} برفع الحاء والنون، أي نزل جبريل بالقرآن. وقرأ الآخرون بتشديد الزاي وفتح الحاء والنون أي: نزل الله به جبريل، لقوله عز وجل: {وإنه لتنزيل رب العالمين}. {عَلَى قَلْبِكَ} يا محمد حتى وعيته، {لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} المخوفين. {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} قال ابن عباس: بلسان قريش ليفهموا ما فيه.

4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11